الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

كابوس السيدة العجوز يُرعب فرق إيطاليا مرةً أخرى


مع نهاية الجولة الرابعة عشر من الدوري الإيطالي، هنالك العديد من الأمور التي تستدعي تسليط الضوء عليها.

ما تزال لعبة الكراسي الموسيقية تعمل في مقدمة سلم الترتيب في الدوري الإيطالي لهذا العام، فقد شاهدنا تقدم نابولي للصدارة بعد أن كان ثالثاً، في حين تراجع النيراتزوري للمركز الثاني بالإضافة لتراجع كل من فيورينتينا وساسولو للمركزين الثاني والسادس.
نهاية هذه الجولة أعطت مؤشراً بأن فريق السيدة العجوز قادراً على المشاركة في لعبة الكراسي الموسيقية هذه، فقبل أربع جولاتٍ فقط من الآن كان يوفنتوس يبتعد عن الصدارة بفارق إحدى عشرة نقطة حين كانت من نصيب نادي روما، أمّا الآن فالبيانكونيري صاحب المركز الخامس يبتعد بفارق سبع نقاط عن نابولي المتصدر، في حين يحتل نادي ذئاب العاصمة المركز الرابع على مرمى ثلاث نقاط فقط من اليوفي.
على ما يبدو الآن أن نادي الجنوب نابولي هو الفريق الوحيد الذي يسير دون تخبط في الجولات الأخيرة، فالمدرب ساري يقدم تركيبةً متجانسةً ومستوى تكتيكياً عالياً وكلل جهوده وجهود لاعبيه باعتلاء كرسي الصدارة في هذه الجولة، إلا أن الفريق أظهر في كثير من مبارياته أنه يتراخى بعض الشيء بشكل غريب، وهذا ما كان سيعاقب عليه في مباراة الإنتر الذي كاد أن يعدل النتيجة في الوقت القاتل لولا وقوف القائم ضده، وكادت أن تحدث أيضاً في مباراة اليوفي.
هذه هي علامة الاستفهام الوحيدة على ساري حالياً، لأن فريقاً مثل نابولي يسعى لخطف لقب الدوري الإيطالي عليه أن يلعب بكامل تركيزه في كل المباريات وإلا فسوف يجد نفسه متعثراً في أيٍ من الجولات القادمة، خاصةً في النصف الثاني من الموسم.
عودة اليوفي السريعة هذه، دبّت الرعب في قلوب منافسيه، خاصةً أن اليوفي أكثر الفرق استمراريةً في الأداء الجيد خلال المواسم الأربعة الأخيرة، وشاهدنا أيضاً كيف استطاع تحقيق أربعة انتصارات متتالية في الدوري بالإضافة إلى خطفه صدارة مجموعته في دوري الأبطال من مانشستر سيتي، هذه المؤشرات تعطينا نتيجةً واحدةً، ألا وهي أن اليوفي عاد للمنافسة بعد أن كان بعيداً جداً عنها!
بُعد اليوفي عن فرق المقدمة قبل أربع جولاتٍ أعطى الأريحية لبعضها، فمنهم من تراخى مثل فيورينتينا والإنتر ومنهم من تلقى ضربةً موجعةً في دوري الأبطال مثل روما، وهنالك المتصدر نابولي الذي يحاول متابعة مسيره دون الالتفات للسيدة العجوز التي بات شكلها مرعباً لكل فرق إيطاليا.
الجولتان القادمتان سوف تعطينا لمحةً بسيطة عن إمكانية اليوفي في الاستمرارية هذا الموسم، ففي حال استطاع المدرب ألليجري أن يتخطى كل من لاتسيو وفيورينتينا فإنه سيكمل الصورة المرعبة التي رسمها في أذهان فرق الدوري الإيطالي في الجولات الماضية.
في الخاتمة نقول أن الفرق التي تسعى لتحقيق اللقب والنجاحات، دائماً ما تبحث عن الاستمرارية وتجنّب الاصطدام في كل جدران وعثرات الدوري الإيطالي المليء بالمفاجئات السارة للبعض والمحزنة للبعض الآخر، مقدماً لوحةً فنيةً تعبّر عن أجمل وأرقى المناظر الكروية في أوروبا والعالم.
على أمل أن تستمر لعبة الكراسي الموسيقية حتى نهاية الموسم لتقدم للمتابعين الإثارة المرجوّة والمطلوبة من دوري كبير وعريق مثل الدوري الإيطالي.