الخميس، 19 نوفمبر 2015

تعلّموا من روما فقد تلقى نفس الضربة مرّتين




كما تعوّدنا في المواسم الأربعة الأخيرة، فإن هنالك فريقان على الأقل يقدِّمان الانطلاقة القوية المرجوّة من مشجّعي أي فريق يلعب في الدوري الإيطالي ويسعى لخطف لقبٍ من فريق السيدة العجوز.


موسم 2011\2012 كان هو موسم العصر الجديد في البيانكونيري، فعلى الرغم من العثرات التي وقع بها الفريق إلا أنه وبعد كرٍّ وفر نجح في خطف اللقب من المنافس الأبرز في ذلك الموسم وهو نادي ميلان الذي صارع حتى الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة والتي حسم بها يوفنتوس اللقب لصالحه.
في موسم 2012\2013 بدأ يوفنتوس يفرض سيطرته أكثر فأكثر على فرق إيطاليا، وعلى الرغم من أن الصراع كان ثلاثياً في هذا الموسم بين يوفنتوس ونابولي وميلان، إلا أن الأخيرين افتقدا لطول النفس على مدار الموسم بأكمله، وهو ما استغله يوفنتوس لصالحه وأحرز لقب البطولة للموسم الثاني على التوالي وبفارق تسع نقاط عن ملاحقه المباشر نابولي.
أمّا موسم 2013\2014 وهو الموسم الاستثنائي والأخير لمدرب الفريق أنتونيو كونتي فقد كان أكثر أريحيةً من الموسم السابق. فعلى الرغم من تحقيق نادي روما لأفضل انطلاقة في تاريخ الدوري الإيطالي بتسجيله عشرة انتصارات متتالية، وهو الذي جعل جميع متابعي البطولة في حالة تأهب لمعرفة من سينال اللقب لهذا الموسم، على اعتبار أن الفريق الذي يحقق أفضل انطلاقة في الموسم يحصل على لقب البطولة وهو ما حصل مراراً وتكراراً في تاريخ هذه الدوري الإيطالي.
إلا أن روما بدأ مسلسل نزيف النقاط ليتعادل في أربع مواجهات متتالية، وفي الآن نفسه كان يوفنتوس يحصد النقاط من هنا وهناك، حتى أتت المواجهة المباشرة بين الفريقين والتي انتهت بثلاثة أهداف نظيفة لمصلحة يوفنتوس والتي تبعتها استمرارية غير مسبوقة للسيدة العجوز واستمرارية في ضياع النقاط لنادي روما، ممّا أدى لوصول يوفنتوس لرقم قياسي لم يسبق لأي فريق في الدوريات الأوروبية الكبرى الوصول إليه وهو عدد النقاط، فقد نجح يوفنتوس في تخطي حاجز المئة نقطة بعد أن أنهى موسمه بـ 102 نقطة، في المقابل كان روما بفارق 17 نقطة خلف البيانكونيري برصيد 85 نقطة، وهذا الرصيد يعد أفضل رصيد نقطي وصل له نادي ذئاب العاصمة عبر التاريخ.
في الموسم التالي 2014\2015 وبعد أن ترك كونتي تدريب اليوفي خلال الصيف وتولي ماسيميليانو ألليجري مهامه لتدريب السيدة العجوز، وبعد أن قام روما بالتعزيزات الدفاعية والهجوميةالمناسبة للفريق، اعتقد الكثيرون أن هذا الموسم هو موسم انتهاء سطوة اليوفي على لقب الدوري الإيطالي، إلا أن فريق السيدة العجوز حقق انطلاقة مفاجئة نجح خلالها من البقاء على كرسي الصدارة حتى نهاية الموسم لينال لقب البطولة للموسم الرابع على التوالي، أمّا نادي روما فقد أخفق للموسم الثاني على التوالي في أن يحافظ على الاستمرارية في الأداء القوي ليحصل على المركز الثاني، أيضاً بفارق 17 نقطة خلف يوفنتوس مثل الموسم الذي سبقه.
في هذا الموسم، يوفنتوس ليس هو يوفنتوس الأعوام السابقة، فخروج كل من آرتورو فيدال وكارلوس تيفيز والمايسترو أندريا بيرلو، أثر كثيراً على بنية الفريق، على الرغم من التعاقد مع عدة أسماء من قبل إدارة البيانكونيري لسدّّ الفراغات التي تركها أبرز ثلاثة لاعبين في الفريق!
بدأ يوفنتوس موسمه بداية كارثية تعد هي أسوأ بداية لليوفي منذ سبعينيات القرن الماضي، في حين كانت الفرق الأخرى والتي قام معظمها بشراء لاعبين من الطراز الرفيع خلال فترة انتقالات الاعبين قبل انطلاقة الموسم، كانت هذه الفرق تستمتع برؤية السيدة العجوز بهذه الحالة، واشتعل التنافس بين المراكز الخمسة الأولى، وفي كل جولة نرى متصدراً جديداً للبطولة، في حين ألليجري يحاول إيجاد التوليفة المناسبة للفريق في كل مباراة.
فيورينتينا وإنتر ميلان وروما ونابولي وساسولو وميلان، هذه الفرق التي تحتل المراكز الستة الأولى، في حين يحتل يوفنتوس حالياً المركز السابع، بعد أن كان عاشراً، وبعد أن كان قبلها في المركز الثالث عشر، والفرق الأخرى تسعى لعدم المخاطرة بفقدان أية نقطة تندم عليها في حال استفاقة ألليجري واستفاقة اليوفي في الجولات القادمة.
ففي حال لم تتعلم فرق المقدّمة الدروس والعبر المستفادة من ما حصل مع ذئاب العاصمة في الموسمين الأخيرين، وإذا لم تنجح هذه الفرق في المحافظة على استمراريتها حتى نهاية الموسم، لن أستبعد أبداً أن يكون يوفنتوس هو البطل للموسم الخامس على التوالي في حال نجح ألليجري في إيجاد التركيبة المناسبة لفريقه الذي ما يزال غير مقنعاً.
جولة بعد جولة تشتعل المنافسة في بطولة الدوري الإيطالي، وما نحن هنا إلا لمتابعتها بشغف، على أمل أن يكون هذا الموسم أكثر إثارةً من المواسم السابقة، وعلى أمل أن تستطيع الكرة الإيطالية استعادة هيبتها أمام فرق الدوريات الأوروبية الكبرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق